التعليم المدمج: التعريف والمميزات والاستراتيجيات

التعليم المدمج هو التعليم الناتج عن إدخال التكنولوجيا في عملية التعلم. وهذ المصطلح تم استخدامه كمضاد للإفراط في استخدام التكنولوجيا، وتتمثل عملية الدمج في هذا النوع من التعليم من خلال ما يقوم به المعلم بالدمج بين مصادر المعلومات والأنشطة المختلفة، وهذه الطريقة في الدمج تتيح للمعلم فرصة كبيرة في التفاعل وبناء الأفكار لدى الطلبة. في ضوء عملية التعليم المدمج وفاعليتها لابد من بيان تعريف التعليم المدمج وميزاته بالإضافة إلى الاستراتيجيات التي يتبعها، وهذا ما تقوم عليه فكرة هذا المقال.

تعريف التعليم المدمج:

لم يتم التوصل إلى تعريف دقيق للتعليم المدمج، وذلك بسبب أن كافة التعريفات لم تكن مكتملة؛ نشأ هذا الاختلاف من التداخل في التعريف مع تعريف التعليم الإلكتروني، وكذلك لاعتبار التعليم المدمج غير جامع لمواصفات معينة ومحددة، بالإضافة إلى الاختلاف الواضح في الرؤية التي تشكله سواء أكانت من المعلمين أو المتعلمين أو الخبراء.

ومن الممكن أن يكون تعريف التعليم المدمج كالآتي على الرغم من عدم اعتباره كتعريف واضح وصريح لكنّه الأقرب إلى بيان ماهية التعليم المدمج، ويأتي التعريف كما يلي:

التعليم المدمج هو نوع من أنواع التعليم يجمع بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، حيث يتم من خلاله تقديم المحتوى التعليمي إما بشكل متزامن أو بشكل غير متزامن عبر الإنترنت وفي الفصول الدراسية التقليدية. هذا يتيح للمتعلمين النقاش والتفاعل سواء مع المعلين أو الزملاء في الفصل إما بشكل حضوري على أرض الواقع أو عن طريق استخدام برامج محددة عبر الإنترنت.




مميزات التعليم المدمج:

هنالك العديد من المميزات للتعليم المدمج التي تميزه عن غيره من أساليب التعليم، ومن هذه المميزات نذكر:

إمكانية التغيير: حيث من الممكن في هذا النمط من التعليم أن يتم تغيير المكان والزمان الخاص بعملية التعلم بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يتم تغيير أدوات التعلم.

الاقتصاد: حيث يعمل على توفير الوقت والجهد والتكلفة.

المرونة: وتكمن هذه المرونة في تغيير زمن التعلم ووقت الالتحاق بالبرامج الخاصة به.

مراعاة الفروق بين المتعلمين: حيث يُمكّن الطلاب من التعلم وفق حاجاتهم وقدراتهم.

رقعة تعلم واسعة: حيث يعمل على ربط العالم ببعضه البعض بدلاً من التواجد ضمن غرفة صفية واحدة.

عدم التأخر في عملية التعليم: حيث يتيح فرصة كبيرة للطلاب في التعلم مع زملائهم من دون أن يتأخر عنهم.

استراتيجيات التعلم المدمج:

هنالك العديد من الاستراتيجيات للتعليم المدمج ومن هذه الاستراتيجيات نذكر:

التعليم التعاوني: التعاون بين الطلاب من خلال الأدوات التكنولوجية مما يعزز المهارات الاجتماعية والتفكير النقدي.

التعليم الذاتي: يسمح للطلاب الوصول إلى الموارد التعليمية التي يحتاجونها من خلال الأدوات البحثية والتكنولوجية المتطورة بالإضافة إلى إمكانيتهم في تقييم مستوياتهم في التعلم.

التدريب الفعال: يسمح للمعلمين إنشاء أنشطة تعليمية مختلفة بعد الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة بهدف تحقيق التفاعل والمشاركة الفعلية للطلاب.

التعليم المبنى على المشروعات: يتيح للطلاب التعاون على مشاريع شاملة لعدد كبير من الاختصاصات والتي تتطلب التعاون والتفكير الإبداعي.

التعليم المبني على الأداء: يتيح للطلاب فرصة كبيرة لتقييم أدائهم في العملية التعليمية الخاصة بهم وذلك باستخدام التكنولوجيا.

الخاتمة:

في نهاية هذا المقال، ندرك أهمية التعليم المدمج وتأثيره الإيجابي على عملية التعلم. إذ أنَّ دمج التكنولوجيا في التعليم يوفر فرصاً متنوعة للمعلمين والطلاب لاستكشاف مصادر المعرفة وتبادل الأفكار والتفاعل. بفضل التعلم المدمج، يصبح بإمكان الطلاب التعلم وفق احتياجاتهم الفردية وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والتفكير النقدي.

باختصار، يمثل التعليم المدمج منهجًا حديثًا ومبتكرًا يجمع بين التكنولوجيا وعملية التعلم، ويمنح المعلمين والطلاب فرصًا لتحقيق تفاعل وتعاون أعمق وتخصيص التعلم وفقًا لاحتياجات الطلاب.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-