الفرق بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي

ما الفرق بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي؟ سؤالٌ هام يطرحه الكثيرون. عند البحث في هذا السؤال نلاحظ وجود العديد من النظريات التي تدعم التعليم الإلكتروني والتي إلى حد ما تعتبر التعليم الإلكتروني أفضل من التعليم التقليدي. ومن ناحية أخرى هنالك العديد من النظريات التي تعارض ما سبق؛ إذ تعتبر التعليم التقليدي لا غنى عنه، ومن الضروري الاعتماد على التعليم التقليدي بشكل أساسي. وهناك من يرى أنّه من الممكن تحقيق انسجام فيما بينهما لتحقيق مستوى عالي من التعليم ذلك بسبب هدفهما المشترك الذي يسعى إلى تحقيق مستوى عالي من التعليم وتحقيق الأهداف الكامنة وراء عملية التعليم. هذا ما يدفعنا إلى البحث عن الفرق والاختلاف بين طريقتي التعليم التقليدية والإلكترونية.

بدايةً لنتعرّف على الفرق بين مفهوم التعليم الإلكتروني ومفهوم التعليم التقليدي:

مفهوم التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي:

مفهوم التعليم الإلكتروني:

يشير مفهوم التعليم الإلكتروني إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة والوسائط الرقمية لتوفير فرص التعلم والتدريب عن بُعد. يعتمد التعليم الإلكتروني على استخدام الإنترنت والحواسيب والأجهزة الذكية والبرامج التعليمية لتوصيل المحتوى التعليمي وتفاعل الطلاب معه. 

يمكن أن يتضمن التعليم الإلكتروني دروسًا مباشرة تتم عبر الإنترنت، ومواد تعليمية تفاعلية، وتقييمًا عبر الإنترنت، ومنصات تعليمية تتيح التواصل والتعاون بين الطلاب والمعلمين. يعتبر التعليم الإلكتروني واحدًا من أهم التطورات في مجال التعليم حديثًا، حيث يوفر فرص التعلم المرنة والمتاحة للجميع دون قيود المكان والزمان.

مفهوم التعليم التقليدي:

يشير مفهوم التعليم التقليدي إلى النمط التقليدي للتعليم الذي يتم في المدارس والجامعات بوجود المعلمين والطلاب في فصول الدراسة. يتضمن التعليم التقليدي الجلوس في الصفوف والاستماع إلى المحاضرات المقدمة من المعلمين، والمشاركة في المناقشات الجماعية، وحل التمارين والواجبات المنزلية، وإجراء الاختبارات التقييمية في الأماكن المحددة وفقًا للجدول المدرسي التقليدي. 

يعتمد التعليم التقليدي بشكل أساسي على التواجد الجسدي للمعلم والطلاب في نفس المكان والوقت، ويستخدم بشكل رئيسي وسائل التواصل التقليدية مثل السبورة والكتب والورق. على الرغم من التطورات التكنولوجية، لا يزال التعليم التقليدي يعتبر أحد أساليب التعليم الأساسية التي تستخدم في العديد من البيئات التعليمية حول العالم.




مميزات التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي:

مميزات التعليم الإلكتروني:

تبرز مميزات التعليم الإلكتروني من خلال ما يلي:

التكلفة المنخفضة إذا ما تمت مقارنتها مع التعليم التقليدي.

توفير الوقت الكبير نظراً للوصول إلى المعلومات بسرعة فائقة.

الحرية في التعليم حيث توفر إمكانية التعليم في أي وقت مناسب للطالب وبالطريقة المناسبة له.

نظام متطور يلبي عدد كبير من الأساليب التعليمية الحديثة.

تحقيق التعليم الذاتي وتعزيز سبله.

السرعة في اكتشاف الأخطاء والتقييم السريع ومعرفة النتائج.

مميزات التعليم التقليدي:

تبرز مميزات التعليم التقليدي فيما يلي:

تقوية الروابط والصلات الاجتماعية من خلال التفاعل بين المعلمين والطلاب من جهة والطلاب فيما بينهم من جهة أخرى.

تكوين العلاقات وتوطيدها من خلال التواصل المباشر بين الطلاب والمعلمين.

إمكانية تدريس كافة الاختصاصات على عكس التعليم الإلكتروني، فهنالك العديد من الاختصاصات لا يمكن تعليمها عبر التعليم الإلكتروني.

خلق حس الانضباط لدى الطلبة، حيث يتم تنظيم العملية التعليمية من قبل المؤسسات التعليمية والهيئات التدريسية بشكل مباشر.

جعل الطلاب أفراد فاعلين في المشاريع الفردية والجماعية.

المحافظة على العلاقات الشخصية.


خصائص التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي:


خصائص التعليم الإلكتروني:


تتجسد خصائص التعليم الإلكتروني فيما يلي:

التكلفة المنخفضة مقارنةً بالتعليم التقليدي.


إمكانية الوصول في أي مكان وزمان وذلك عن طريقة الشبكة العنكبوتية العملاقة.

الإعادة والتكرار من خلال إمكانية إعادة الدروس حتى تتثبت المعلومات.

اكتساب المعلومات والمعرفة عند الطلاب بالاعتماد على أنفسهم دون الاعتماد على المعلمين.

الاعتماد على المحتوى الرقمي بما فيه من فيديوهات ونصوص رقمية مكتوبة وغيرها من الوسائل لتحقيق الأهداف التعليمية.

خصائص التعليم التقليدي:


تتجسد خصائص التعليم التقليدي فيما يلي:

الفصل الدراسي الموحد سواء أكان بالمنهج الدراسي من جهة أو الفئة العمرية ومستوى الطلاب من جهة أخرى.

الالتزام بالخطة الدراسية الموضوعة والبرنامج الزمني بما يتوافق مع الجدول الزمني للخطة التعليمية.

الإشراف المباشر من قبل المعلمين والكادر التدريسي على مستويات الطلاب ونتائجهم والعمل على تطويرهم.

استخدام الكتب الملموسة بدلا من الكتب الرقمية.

إتاحة الفرصة للتطبيق العملي الذي يعتبر أكثر فاعلية من غيره من الطرق التعليمية.

عيوب التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي:

عيوب التعليم التقليدي:

عيوب التعليم التقليدي تبرز في العديد من الجوانب ومن هذه العيوب نذكر:

ظهور العديد من المشكلات الخطيرة التي يمكن تأثر سلباً على الطلبة ومن هذه المشاكل مشكلة التنمر.

تباين جودة التعليم من مدرسة إلى أخرى بحسب التوزيع غير المنظم للمعلمين الكفؤ والمعلمين ذوي المستوى الأدنى.

الحد من تطوير المهارات الإبداعيّة والفكريّة للطلاب ولا سيما في طريقة حل المشاكل واتخاذ القرارات.

 عيوب التعليم الإلكتروني:

عند البحث عن عيوب التعليم الإلكتروني نجد أنه هناك العديد من العيوب، ومنها نذكر ما يلي:

يؤدي التعليم الإلكتروني إلى الانطوائية في التعليم وذلك بسبب العزلة.

الصعوبة التقنية خلال العملية التعليمية والتي يمكن أن تؤثر إلى حد كبير على العملية التعليمية.

فقدان القدرة على التفاعل المباشر ولا سيما بين الطلاب والمعلمين من جهة وبين الطلاب مع بعضهم من جهة أخرى، وهنا يمكن أن يحول دون فهم المواد بشكل أفضل.

فقدان القدرة على القيام بالتجارب العملية الواقعية وهذا يؤثر بشكل كبير على صعوبة تطبيق المفاهيم التي يتم تعلمها.

الابتعاد عن التفاعل الاجتماعي وفقدانه مما يمكن أن يؤثر على مهارات العمل الجماعي.

الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث:

يمكن عرض أوجه الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث فيما يلي:

أسلوب التعليم:

الأسلوب التقليدي يعتمد على الكتاب، بينما التعليم الإلكتروني يوظف التكنولوجيا الحديثة في عملية التعليم.

أنماط التفاعل:

التعليم التقليدي لا يقوم على التفاعل على عكس التعليم الحديث الذي يعتمد بشكل أساسي على التفاعل.

التحديث والتطور:

التعليم التقليدي لا يتيح التحديث لصعوبة عملية التحديث فيه بينما التعليم الحديث قادر على التحديث بسهولة.

مدى الإتاحة:

التعليم الحديث يتمتع بالمرونة حيث أنّه متاح في أي وقت، وفي كل مكان بينما التعليم التقليدي له وقت محدد وأماكن محددة.

مسؤولية التعلّم:

التعليم التقليدي يعتمد بشكل أساسي على تواجد المعلمين في الفصل الدراسي وبذلك يكون مرتبط بمكان وزمان محددين. أما التعليم الإلكتروني فهو يعتمد بشكل أساسي على التعليم الذاتي بحيث يتعلم الطالب بناءً على قدراته واهتماماته.

أنماط التصميم:

التعليم التقليدي يعتمد على بناء وتصميم هيكل تعليمي بشكل مسبق على أن يكون هذا الهيكل موحداً، وذلك على عكس التعليم الحديث الذي يعتمد على تصميم العملية المناسبة لكل طالب بناءً على الخبرة المكتسبة خلال عملية تعلمه.

النظام التعليمي:

نظام التعليم التقليدي يكون مغلق ويعتمد على مكان وزمان معينين، أما بالنسبة للتعليم الحديث فهو يتميز بنظام مرن ومفتوح وموزع بحيث يمكن للطالب التعلم في أي مكان وفي الوقت الذي يناسبه.

الخلاصة:

في الخاتمة من هذا المقال تم التعرف على الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، وتم ذلك بعد التعرف على خصائص كل منهما بالإضافة إلى مميزاته. كما تم التحدث عن أوجه الاختلاف بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث من جهات مختلفة، وتم في الختام التعرف على عيوب كل منهما لتوضيح الفرق بشكل أكبر.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-